لذة العطاء

سؤالٌ أطرحه على نفسي قبل أن أطرحه عليك ،
متى كانت آخر مرةٍ مارسنا فيها العطاء وشعرنا بلذته وبجمال كل لحظةٍ عشناها فيه ؟

السؤال الذي لا طالما سمعته وأحببت اللحظة التي أسأل فيها ، فأجيب في داخلي مغمراً بالسعادة دون مسمعٍ من أحد أني اليوم فعلت وفعلت وفعلت ، فلا حاجة لأن يعرف هذا عني أحد ؛ فمن الجميل أن تحبس أفعال العطاء والبذل والإنفاق داخل القلب ؛ ليتلذذ بها ويشعر بالسعادة تغمره في دنياه ويُخْتزنُ له الأجر الوفير في الآخرة .

ففي دنياك عندما تبذل تشعر بالأمان والإنشراح يسريان في عروق قلبك تشعر بأنك أسعد شخصٍ على وجه هذه المعمورة ؛ فقد مَنحت السعادة شخصاً آخر  إستأثرت بحقك من أجل سعادته .

ما أجملها من قصص تلك التي نسمعها كثيراً عمَّن بذل وأعطى فعوضه الله بشيءٍ أجمل في الدنيا ، بشيءٍ جعل العطاء لذته اليوميه .

وفي المقابل أجر المعطي في الآخرة ، فقد حث القرآن الكريم على العطاء والبذل في مواضع كثيرة كقوله تعالى ﴿َ وَآتَى المالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينَ وَابنَ السَّبيلِ وَالسّائِلينَ وَفِي الرِّقابِ ...الآية ﴾  [البقرة: ١٧٧]  ، وبين في مواضع أخرى  ماللمعطي من أجر كقوله تعالى ﴿الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتبِعونَ ما أَنفَقوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ [البقرة: ٢٦٢]  ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ، وغيرها الكثير والكثير من الآيات في جميل ماللمعطي المنفق من الأجور والمكرمات .

وياله من حديث رواه أبو هريرة رضي عنه عن رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يغننيا عن تعداد محاسن ولذات العطاء والإنفاق حيث قال فيه حبيبنا  "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلوَّه حتى تكون مثل الجبل "
رواه البخاري ( 1344 ) ومسلم ( 1014 ) .

تخيل معي انه قال بعدل تمره ولم يشترط عليك ١٠٠ ريال او ١٠ريالات او حتى ريالٍ واحد فقط بمقدار تمره ،  هذه التمرة الصغيرة التي لا تزن الا بضعة جرامات ولكن ربنا سبحانه يربيها وينميها حتى تصبح كالجبل ، تخيل تمرةً في مقابل جبل .

حديث آخر يرويه ابو هريرة رضي الله عنه عن رسولنا الحبيب قال صلى الله عليه وسلم : قال الله أنفق يا ابن آدم أنفق عليك
رواه البخاري ( 5073 ) ومسلم ( 993 ) .

وهل حَسِبَ ابن آدم يوم أخرج مما لديه أنه بذلك قد خسر لا والله إنه قد ربح خيريْ الدنيا والآخرة ، نقصان تخفيه جمالية ولذة العطاء والإنفاق .

‏يا مَنْ تـَصَدَّقَ مالُ الله ِ تـَبْذلـُهُ
في أوجُـهِ الخير ِما لِلمال ِ نـُقصانُ

كـَمْ ضاعَفَ اللهُ مالا ً جادَ صاحِبُهُ
إنَّ السَخاءَ بـِحُـكـْم ِاللـهِ رضــوانُ

وأجمل مافي العطاء أن لا وقت أو مقداراً محدديين له أنفق في الوقت الذي تشاء وبمقدار ما شئت ، لا يغرنك كثرة انفاق فلان لأنه يملك مالاً اكثر منك فما تراه قليلاً هو عند الله جِدُّ كثير إن كان من كسبٍ طيب وأتبع بالنية الحسنة .

تعليقات

  1. Sands Casino Online, New York City - SEG - Sega
    Sands Casino 바카라 사이트 is a real place to play real money slots for free or for 바카라 real money at SEGA AGES in the online casino. septcasino Join us today!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنت لست الأسوء !

وسعت رحمته كل شيء